بالصور/ حكاية وطن يملؤه الزفت.. إلا على الطرقات
في مشهد يظهر حجم التناقض الحاصل في بلد دخل مراحل متقدمة من الإنهيار على أكثر من صعيد، ومن خلال جولة للمصور الزميل عباس سلمان على طريق ضهر البيدر، الواصل بين بيروت والبقاع وبين لبنان ودمشق، تصادفك مئات الصور واللافتات العائدة للمرشحين للإنتخابات النيابية، ولكن قد تجد صعوبة في النظر الى شعار من هنا أو لافتة من هناك، ليس بسبب انعدام الرؤية فالأحوال الجوية في هذا الوقت جيدة، والرؤية على طريق ضهر البيدر ممتازة لكن السقوط في الحفر قد يعكر على المارة صقل عقولهم بالشعارات الرنانة، وتكحيل عيونهم بصور أبطال الانتخابات أولئك المرشحين، لكن يكفي ان تمر على طريق رئيسي يغطيه كل شيء الا الزفت، كي تدرك زيف وخبث شعارات اولئك المرشحين.
ورغم ان النواب والمسؤولون يمرون بشكل يومي على هذا الطريق، لكن شيئا لم يتغير منذ سنوات، فربما سياراتهم الرباعية الدفع الحديثة الطراز، تحول دون شعورهم بألم السقوط في الخنادق والحفر الموزعة على امتداد طريق ضهر البيدر.
ربما وحدها هذه الحفر التي لا تميز بين مواطن وآخر طائفيا ومذهبيا ومناطقياً، فكل من يسلك هذا الطريق سينال نصيبه من السقوط في اعماق الحفر، ولا أحد يدري ماذا ستكون النتيجة، هل سيفقد إطار سيارته او يكون الأمر أشد خطورة، فتعطب سيارته وتتوقف عن السير، خصوصا اذا كان يتنقل ليلا حيث الإنارة مفقودة إسوة بوضع منازل اللبنانيين وباقي طرقات وشوارع لبنان الغارق بظلام الليل، وظلامية طبقة سياسية في وطن بات يملؤه الزفت أينما كان.. الا على الطرقات.